البلاغة هي الإيجاز ، والإيجاز أن تُجيب فلا تُبطيء ، وتقول فلا تُخطيء .
وسُميت " بلاغة " لأن المتكلم يبلُغ بها الكثير من الغرض في القليل من المعاني .
والبلاغة ضروب ، فمنها بلاغة الشعر، ومنها بلاغة الخطابة ، ومنها بلاغة النثر
ومنها بلاغة العقل ومنها بلاغة المثَل ، ومنها بلاغة البديهة ، ومنها بلاغة التأويل .
كما وأن البلاغة موجودة في كلام الأمم ، ولكنّها عند العرب أكثر لكثرة تصرُّفها في
النثر والنّظم والخُطب ، والكتب والسجع ، والمزدوج والرّجز .
وعندما أخذَت الركاكَة تتغلغل في الأسلوب العربي نتيجة المؤثرات الخارجية في العصر
العباسي ، تصدّى لهذه الظاهرة لإظهار بلاغة القرآن ، طائفة من العلماء كأبي عبيدة معمر
بن المثنى ، في كتاب " مجاز القرآن " ، والجاحظ في كتابيه ، " إعجاز القرآن " ، وكتاب
" البيان والتبيين " ، وأبو هلال العسكري في كتابه : " الصناعتان : الشعر والكتابة " .
وأيضاً أبو بكر الجِرجاني الذي جعل علوم البلاغة والتي كانت تُسمى " علم البيان " علماَ
دقيقاً له أصوله وقواعده في كتابين جليلين هما : " دلائل الإعجاز " ، ومعظمه في أبواب
علم المعاني . وأما الكتاب الثاني ، " أسرار البلاغة " ، ومعظمه في أبواب علم البيان .