هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 العمارة الإسلامية في مدينة القدس ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الأدارة
Admin
الأدارة


عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 29/05/2009
العمر : 31

العمارة الإسلامية في مدينة القدس .. Empty
مُساهمةموضوع: العمارة الإسلامية في مدينة القدس ..   العمارة الإسلامية في مدينة القدس .. I_icon_minitimeالخميس يوليو 09, 2009 4:35 am

إن أهم ما يميز مدينة القدس ويؤكد طابعها الإسلامي المقدس
هو المسجد الأقصى الذي تتجلى فيه روائع العمارة الإسلامية
وخاصة في قبة الصخرة .

ولا بد من الوقوف طويلاً أمام قبة الصخرة ، هذه الآية الرائعة
التي قال عنها المؤرخ بوركهارت : إن إشادة بناء بهذا المستوى
من الكمال والإتقان الفني، يعتبر عملاً خارقاً في دولة الإسلام التي
لم يكن قد مضى على ظهورها قرن واحد .
ولقد توسعت كتب تاريخ العمارة الإسلامية بوصف تفاصيل هذه القبة .
وأهم ما يثير الاهتمام هو المخطط الثماني الذي قامت عليه، والسؤال
الذي يطرح نفسَه ، ما هو مصدر استلهام هذا المخطط ، ولماذا قام بشكل
متفرد على مخطط ثماني ، مخالفاً لشروط المسجد التي وضعها الرسول
الكريم ، عليه الصلاة والسلام ،عند بنائه المسجد الأول في المدينة المنورة ؟ .

تتجه أبحاث المؤرخين إلى مقارنة بناء قبة الصخرة المثمن بأبنية مماثلة
كانت قائمة قبل هذه القبة .
لقد اهتم " كريزويل " بمقارنة هذا المخطط القائم على قبة قطرها
20,40م ، مع مخطط كنيسة القيامة في القدس التي تقوم فوقها قبة قطرها 20,44 م .

ويتوسع " إيكوشار " في تحديد العلاقة بين قبة الصخرة وقبة كنيسة القديسة
هيلانة في رافينا – إيطاليا ، كما يقارنها مع كاتدرائية بصرى 512م ، وكنيسة
القديس سمعان العمودي – سوريا .

لقد وصلت قبة الصخرة إلى أقصى حدود الكمال المعماري كما يشهد بذلك
" ماكس فإن برشيم " ، الذي درس القبة دارسة متعمقة ، وكما تشهد ابنته
مارغريت على روعة الزخارف الفسيفسائية في هذا القبة .

ولكن أهمية هذه القبة ، وقد أصبحت رمزاً إسلامياً بعد الكعبة ، تبدو في
احتوائها على معان قُدسية رسَّخت أسس الفكر المعماري الإسلامي، وكانت
مثَلاً في الأصالَة المعمارية يُقتدى به في العمارة الّلاحقة .

تتألف قبة الصخرة من بناء ثمانية أضلاع تعلوه قبة خشبية مصفحة
قطرها 20,40م، ذات رقبة عالية تنفتح فيها 16 نافذة ، ويعلو القبة
جامور نحاسي ارتفاعه 4,10م ، كما وأن ارتفاع القبة عن الأرض 35,30م .

ترتكز القبة على ستة عشر حاملاً ، هي اثنا عشر عموداً وأربع عضادات
متناوبة. وتشكل هذه الحوامل الممشوقة دائرة هي مرتسم القبة ، ويحيط
بهذه الدائرة مُثمن طول ضلعه 20,60 م ، وهو مؤلف من جدران ارتفاعها
9,5 تعلوها تصوينة ، وبين المثمن والدائرة يقوم مُثمن من الحوامل مؤلفة
من أقواس تحملها 8 دعائم تربطها ببعضها أقواس محمولة على ستة عشر
عموداً.
وتنفتح في أربعة من الجدران الخارجية أربعة أبواب تقابل الجهات الأربع ، وإذا
امتدت هذه الجدران الأربعة فإنها تشكل مربعاً طول ضلعه 510 م تقريباً يتقابل مع
مربع آخر من الجهات الأربع الأخرى .
وهكذا، فإن القبة تقسم إلى 16 مجازاً من الأعمدة الحاملة ، يحيطه مثمن من الأعمدة
والأقواس الداخلية، يقابلها مُثمن الجدران الخارجية المؤلفة من مربعين، مربع يُشكّله
امتداد الواجهات ذات الأبواب ، ومربع يُشكل امتداد الواجهات ذات النوافذ .

ولقد اهتم " بابادوبولو " بهذه الظاهرة ، واعتمدها لتفسير المنظور اللولبي في رسم
المنمنمات. وفي العمارة الإسلامية والزخرفية تأكيد على إبراز هذا الانتقال من
المربع إلى الدائرة ، أو من المكعب إلى الكرة .
ففي المساجد يتحول الشكل الرباعي في مركز الحرم إلى شكل دائري يحمل القبة
عبر عنق مثمن ، وفي المآذن .
ولنأخذ مئذنة الغوانمة في القدس مثالاً، نراها تتألف من صومعة رباعية مُتوجة بشُرفة
مربعة أيضاً ، تعلوها منارة مثمنة تغطي وجوهها الثمانية محاريب ، وتعلو هذه المنارة
قبة ذات عنق أسطواني مرتفع ، والأمر نفسه مع مئذنة الفخرية .

ويتجلى هذا التحول أيضاً في المحاريب والإيوانات التي يعلوها نصف قبة
تتشكل من نصف الشكل الثماني ، أو نصف الشكل السداسي ، كما أثبت
ذلك " إيكوشار " .
وقد يبدو هذا التحول إنشائياً لا بد منه ، ولكنه في الفكر المعماري الإسلامي
له دلالة دينية ، فإن الانتقال من المربع إلى مضاعفاته وصولاً إلى الكرة المتمثلة
بالقبة أو أنصاف القبة ، أو الدائرة ، يرمز إلى انتقال كوني توحيدي.
فالمربع يمثل الأرض بجهاتها الأربع ، والمُثمن يمثل الكون أي الأرض وقد
التحمت بعناصر الطبيعة الأربعة ،ألماء والنار والتراب والهواء . والدائرة
أو الكرة تمثل القوة الإلهية ، ولذلك فإن القبة أصبحت رمزاً مادياً إسلامياً
نراه ماثلاً في جميع المباني الإسلامية .

إن هذا الرمز المعماري الذي نراه في جميع الأبنية الإسلامية على
امتداد الأرض التي آمن فيها الناس بالدين الإسلامي ، نراه واضحاً
في المنشآت الإسلامية في مدينة القدس على اختلاف وظائفها
سواء أكانت سبيلاً ، أو كانت مدفناً أو كانت قبة مسجد ، أو قبة
تكريمية أو قوساً أو عقد اً، مما يضفي الطابع الإسلامي على مدينة
القدس كلها ، ويؤكد أصالة العمارة فيها.
وتبقى قبة الصخرة منطلق الأصالة المعمارية الإسلامية، فالنجمة
الثُمانية التي تعبر عن مفهوم الكون ، وخالق الكون في الفكر
الإسلامي ، والتي تتألف من مربعين متقابلين بمركز واحد ، مُربع
يمثل الجهات الأربع كما هو مربع الكعبة المشرفة ، ومربع آخر يُمثل
عناصر الطبيعة الأربعة – الماء والهواء والنار والتراب، هذه النجمة
هي شكل مخطط بناء قبة الصخرة التي كادت أن تصبح قبلة للمسلمين
في عهد عبد الملك بن مروان . كما كان الحرم الشريف قبل بناء
القبة ،ألقبلة الأولى للمسلمين .

لقد حقق مُصمِّمو قبة الصخرة أسساً رياضية في قبة الصخرة، أراد
المستشرقون ، وبخاصة " بابادبولو " ، نِسبتها إلى قوانين فيثاغورس
وأفلاطون . وهو بذلك يريد أن ينفي عن العمارة الإسلامية والفن الطابع
الصوفي ، ليَربِطَه بالمنطق الفيثاغوري ، معارضاً بذلك آراء "ماسينون "، التي
تقوم على نظرية الأشعَريين .

وإضافة إلى ذلك لا يخلو جمال تكوين هذه القبة من علاقات رياضية
علمية . فلقد لاحظ رشموند أن مقطع القبة يمكن حصره ضمن مثلث
متساوي الساقين ، نسبة ارتفاعه إلى قاعدته هي نسبة ذهبية 1,6/ 1 .
وهذا الاستنتاج مقبول ويمكن أن نُقلل جمالية مقطع القبة المدهشة
إلى هذه النسب الذهبية. ولكن الإدعاء من أن المعمار الذي صمم القبة
قد طبق هذه النسبة حرفياً من الفن البيزنطي كما يقول " بابادبولو " ، لا
يستقيم مع النسب غير الذهبية التي قام عليها مقطع كنيسة القديسة هيلانة
في رافينا ، التي اعتبرها النموذج الأسبق للقبة .

ولذلك فإن المعمار المسلم بحدسه السليم ، استطاع أن يحكم العلاقة الجميلة
بين القاعدة والارتفاع في قبة الصخرة ، حتى أصبحت أقرب إلى النسب
الذهبية التي تحقق الجمال الأمثل عند الإغريق .

لقد ازدهى مسجد قبة الصخرة بالزخارف النباتية الكثيفة المشكلة
بالفسيفساء داخل القبة ، أو الزخارف الهندسية المرسومة على
ألواح القيشاني في واجهات القبة ، ولا بد أن نشير هنا إلى
أصالة هذه الزخارف .

ففي عام 950هـ/ 1543م أمر السلطان سليمان القانوني بترميم زخارف
قبة الصخرة الخارجية، وكانت من الفسيفساء المشابه لفسيفساء الداخل
الذي ما زال قائماً ، ولكن المرمم وجد أنه من الأفضل استبدال الفسيفساء
بألواح الخزف ، التي نراها اليوم ، نظراً للنقص الكبير في الغلاف الفسيفسائي .
ولقد كان الاعتقاد أن هذه الألواح صنعت في أزنيك – تركيا ، ولكن الدراسات
الأخيرة أوضحت أن هذه الألواح صنعت في مدينة القدس .

أما الفسيفساء الداخلية فهي صناعة محلية ، قام بتنفيذها صناع محليون .
ولقد استبعدت الباحِثَة " مارغريت فان برشيم" أن تكون الفسيفساء في
قبة الصخرة مستوردة ، أو أن يكون الصُنّاع غرباء .
ولا بد أن نتذكر أن كميات الفسيفساء الهائلة التي غطت بوقت واحد
المنشآت الأموية في المسجد الأقصى وقبة الصخرة وجامع دمشق
وقصر المفجر وغيرها ، لا يمكن أن تكون مستوردة ، بل هي
وتصاميمها محلية أصلية ، أنجزها عمال محليون ، وتصاميم هذه
الفسيفساء مُجردة ، تُعبّر عن جمال الطبيعة دونما دلالَة مادية
لأنها صِيَغ فِردَوسية ، ليس لها علاقة مُباشرة بالصِّيغ الواقعية
كالزهرة وغيرها .

لقد تغيرت معالم المسجد الأقصى بعد الزلزال الذي حدث
في عام 130هـ/ 748م ، وأعاده المنصور 154هـ/ 770م
إثر زلزال آخر عام 158هـ/ 774م ، فأعاد بناءه الخليفة
المهدي عام 163هـ/ 780م ، حيث أُنقص من طوله وزيدَ في
عرضه ، ولم تكن له قبة ، بل كان غنياً بالرخاميات والفسيفساء .
وكان له ستة وعشرون باباً في واجهة الحرم تتصل بأجنحة متجهة
نحو جدار القبلة ، ثم رمم المسجد في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر
إثر زلزال عام 406هـ/ 1015م . ولقد وصف كريزويل المسجد في ذلك
العهد . وبعد تحرير القدس سنة 583هـ/ 1187م ، جدد صلاح الدين
المحراب القائم حتى اليوم وزينه بالفسيفساء ، واستحضر من حلب
المنبر الخشبي الذي أُحرِقَ في آب 1969 .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fakhurah.yoo7.com
 
العمارة الإسلامية في مدينة القدس ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: °•.♥.•°المنتدى العام °•.♥.•° :: منتدى النقد وتاريخ الأدب العربي-
انتقل الى: